
لقد تغلغلت التكنولوجيا في معظم جوانب حياتنا — طريقة تواصلنا، وتعلمنا، وتسوقنا، وتسيير أعمالنا. وهذا يعني إمكانية أكبر في الحصول على الفرص والمعلومات للعديد من الناس.
كما تعمل التكنولوجيا باطراد على تحويل مشهد فرص العمل المتاحة، إذ جلبت اقتصاد الوظائف المؤقتة القصيرة الأجل وأحدثت طلباً على المشاريع الريادية. وتشير التوقعات إلى أن 65 في المئة من الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية حالياً سيعملون في أنواع عمل غير موجودة في الوقت الراهن.
وكي تتمكن الفتيات من المنافسة في سوق العمل المستقبلي، يجب أن يكون بوسعهن الازدهار في فئات العمل الجديدة إذ تنشأ وتتطور. وهذا يعني إحداث تغيير في المهارات التي ندرّسها والسعي إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في البرامج التي نطورها.
وفي اليونيسف، نحن ملتزمون بضمان توفير إمكانية وصول متكافئة لشباب اليوم إلى وسائل التكنولوجيا، بما في ذلك من خلال العمل مع المراهقات ومساعدة الشابات على تصميم تطبيقات من قبيل تلك التي تساعدهن في تتبع دورة الطمث، وتوجيه أسئلة صحية، واستخدام تقنية التعهيد الجمعي لتحديد مسارات المشي الآمنة نحو المنزل.

الطيف الكامل للمهارات الرقمية
يجب ألا نحصر تفكيرنا في إعداد البرامج الحاسوبية وأن نفكر بالطيف الكامل للمهارات الرقمية: من المهارات الأساسية إلى المهارات المتقدمة. إن البرمجة، والمعرفة في الذكاء الصناعي وتطوير تطبيقات الاتصالات المتنقلة هي المهارات الأكثر تقدماً. ومع ذلك، بوسع معرفة المهارات الرقمية الأساسية من قبيل استخدام لوحة مفاتيح الكمبيوتر، أو كتابة رسالة إلكترونية، أو تعبئة نموذج عبر شبكة الإنترنت، أن تفتح الباب للعديد من الفتيات في جميع أنحاء العالم للبدء في استخدام الخدمات المصرفية الرقمية وغيرها من خدمات الأعمال.
التركيز على حُزم المهارات القابلة للتسويق
وبوصفنا معلمين، يتعين علينا أيضاً أن نتوقف عن تعليم الفتيات مهارات رقمية بصفة منعزلة عن المهارات الأخرى. فيجب إدماج المهارات الرقمية مع مهارات أخرى قابلة للنقل من قبيل الإبداعية وحل المشكلات والتفكير النقدي. فحُزم المهارات هي أمر أساسي لتزويد الشابات بخيارات وفرص في عالم العمل، بما في ذلك تمكينهن من تأسيس أعمال تجارية خاصة بهن.
وفي مكتب اليونيسف في لبنان، يزود برنامج ’جيل من قادة الابتكار‘ الشباب والشابات بتدريب مكثف لمدة شهر على ريادة الأعمال لتطوير مهارات ريادة الأعمال والمهارات الرقمية والقابلة للنقل ليتمكنوا من استنباط حلول مبتكرة لحل مشاكل مجتمعاتهم المحلية. وقد أقام البرنامج شراكة مع الهيئة الائتمانية للفرص الرقمية في لبنان (DOT) لاستحداث منصة رقمية للأعمال الحرة تدعى BOT وهي اختصار لـ ’تجسير. استعانة بمصادر خارجية. تحويل‘ (Bridge. Outsource. Transform.).
وفي الأردن، طورت اليونيسف ’هرم إشراك الشباب‘ الذي يشمل خمسة نُهج لتحقيق القابلية للتوظيف، بما في ذلك تعلّم مهارات القرن الحادي والعشرين، وفرص التدريب، وتوفير فرص العمل أو المشاريع الاجتماعية. وترتكز هذه النُهج على الإرشاد والتوجيه، واستفاد منها لغاية الآن 88,000 فتاة – مما يشكل حوالي 50% من مجموع المشاركين.

إقامة شراكة بالتزامن مع السعي المشترك لتحقيق المساواة بين الجنسين
عند السعي لإكساب الفتيات مهارات رقمية قابلة للتسويق ومهارات في مجال المشاريع الاجتماعية، يجب أن تتضافر جهود القطاعين العام والخاص لضمان أن التدريب على المهارات يلبي المهارات المطلوبة من أصحاب العامل. فالقطاع الخاص مستعد للمشاركة في الجهود لدعم الفرص المتكافئة جنسانياً بين شباب اليوم، إذ يدرك تماماً بأن الشركات التي تحقق مستوى أكبر من المساواة بين الجنسين تتمتع بمستويات أعلى من النمو والأداء.
تعمل اليونيسف أيضاً مع منظمة ’تأثير الفتاة‘ (Girl Effect) بهدف وضع الفتيات في مركز عملية التصميم لتعزيز تقدمهن في الاقتصاد الرقمي.
وبمناسبة اليوم العالمي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يجب أن نواصل تصميم البرامج التي تحقق تكافؤ الفرص للفتيات وتسعى إلى إغلاق الفجوة الجنسانية الرقمية التي يجري تكرارها في جيل الشباب الحالي، ويجب أن نرتقي بهذه البرامج.
باتي أليمان هي كبيرة مستشارين في قسم النوع الجنساني، اليونيسف
تعمل كيمبيرلي كريسكادين في مجال المناصرة والتواصل في الفريق المعني بالنوع الجنساني التابع لليونيسف